حقق الفنان الراحل عبد الفتاح القصري نجاحات الكبيرة في مشوراه الفني، وعلى الرغم من ذلك عاش نهاية مأساوية بسبب ظروفه الصحية الصعبة.
حياة عبد الفتاح القصري لم تكن وردية، فأصيب بالعمي أثناء تواجده على خشبة المسرح، وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج، وهناك تعرف على ممرضة تدعى سهام وتزوجها.
كتب عبد الفتاح القصري لسهام ثروته بالكامل، لكنها بعد فترة قصيرة فاجأته برغبتها في الطلاق بل والزواج من صبي كان القصري يعطف عليه، وتركته زوجته السابقة حبيس غرفة حقيرة يعاني من الظلمة والقهر والمرض، فأصيب بتصلب في الشرايين أثر على مخه مما أدى إلى إصابته بفقدان الذاكرة والهذيان المستمر، وتوالت النكبات عليه فقررت البلدية إزالة منزله؛ فاضطر ان يعيش في منزل متواضع بمنطقة الشرابية مع اخته التي كانت تبيع الشاي و تقدم خدماتها لجيرانها للصرف علي البيت
أصرت طليقة القصري على إتمام الزواج وأن يكون شاهدا على عقد الزواج مقابل أن يقيم في غرفة بمنزله.
جاءت نهاية الفنان الكبير عبد الفتاح القصري مأساة حقيقية بكل المقاييس، فبينما كان يؤدي دوره في إحدي المسرحيات مع إسماعيل ياسين إذا به يصاب بالعمي المفاجئ ، فصرخ بعدم قدرته على الرؤية، واعتقد الجمهور أن هذا الأمر من ضمن أحداث المسرحية فزاد الضحك وزادت المأساة ، بينما أدرك إسماعيل ياسين حقيقة ما أصاب صديقه عبد الفتاح القصري فسحبه إلى كواليس المسرح.
فقد عبد الفتاح القصري الذاكرة بشكل مفاجىء، وكان يتواصل مع الأطفال في الشارع دائما ويطلب منهم الطعام، لكنهم كانوا يطلبون منه أن يقول جملته الشهيرة نورماندي 2.
وفي آخر ايامه لم يستطع السير وكان يتحرك بالبيت علي يديه و قدميه ولم يكن له ما يشغله سوي الجلوس في بلكونة المنزل ليحاول اجترار ذكرياته القديمة وأشد ماكان يؤلمه تنكر الكل له فلم يسأل عنه احد و كان حزينًا من كل زملائه وبالاخص من اسماعيل يس زميله ورفيقه في الفن والذي كان مشغولًا في اعماله و مشاكله مع الضرائب، ومن مأساة إلى أخرى جاءت نهاية عبد الفتاح القصري في مستشفي المبرة حيث لقي ربه في صباح الأحد الثامن من مارس عام 1964، ولم يحضر جنازته سوى أربعة أفراد منهم الفنانة نجوي سالم الذين شيعوه إلى مثواه الأخير
رحل عبد الفتاح القصري عن عمر 58 عاما بعد مشوار فني مميز، قدم خلاله ما يقرب من 100 عمل فني.